مصعب أحمد
جعلوا من هذا الشهر الفضيل مسرحاً لترهاتهم وآفة لجشعهم ، وبث سموم طمعهم ورفع الأسعار بشكل مبالغ فيه بكل وقاحة على كافة الصعد وفي شتى مجالات الحياة ، وإن سألت التاجر وصاحب الشأن لماذا الارتفاع الكبير ؟ يقول لك بسبب قدوم رمضان فهل هو شهر التراحم والتوادد ، ومد يد العون وزخم العبادات أم شهر التزاحم في إنهاك قوة المواطن البسيط و الانتقام منه واللعب على وتر حاجاته الماسة بكل وسائل الاستغلال والخبث ، وضياع الوقت واستهلاك الجهد بسفاسف الأمور .. فضلاً عن انشغال الناس بالتعبئة الخاطئة لمنهاج الشهر المبارك الذي يفترض أن يكون شهراً للعبادة والتقرب من الدوحة الروحانية الإيمانية بشكل واسع ، وتطهير النفس من البراثن والضغائن التي تعصف بها وترويضها على الصبر والعطاء والفناء في الصيام كي يتم قطف تلك الثمرة بكل نجاح واقتدار ، ولكن ما نشاهده اليوم ونلمسه على أرضية الواقع هو مفهوم خاطىء لهذا الشهر بكل تفاصيله و مساراته حيث الانشغال المبالغ فيه في جمع الأطعمة والإسراف بها حد الثمالة ، فضلاً عن العبث بشكل فوضوي في إضاعة الساعات الرمضانية في متابعة برامج اللهو والتسلية الخالية من أي هدف سامٍ وإنما خصصت لاستنزاف أجر الصائم من دون أن يشعر … فمن أي اتجاه سينهل المواطن البسيط سبل الراحة والهناء واستحصال أبسط علامات العيش الهني في ظل الظروف القاهرة التي تحيط به ، رمضان شهر الصدق مع الله ومع الناس ، وإن أخلَّ أحدنا بأحد هاذين الشرطين لانتفى صيامه وأكبه الله على وجهه في نار جهنم ، كيف لك أن تكون صادقاً مع الله وأنت تستغل هذا الشهر للضحك على الناس ، إنها معادلة ناتجها النفاق والكذب ومعاندة الله في حكمه ، وعدم طاعة لرسوله الكريم حيث أمر بالرحمة والتوادد ، كل هذا يخرج الشهر عن قدسيته ويجعله شهراً للاستغلال والكذب والخداع .ج