نهاية فاضل
مقولة اعجبتني جدا ولكن للاسف الشديد لم اجد لها اي تطبيق على ارض واقعنا العراقي فالنظافة ليس لها قانون محدد يحكمها ولكنها التزام شعبي يأتي دون تدخل من حكومة او غيرها وانما هي مسؤؤلية وغريزة لدى البشر وواجب على كل مواطن يشعر بالمسؤؤلية تجاه بلده وبالاخص المنطقة التي يسكنها هذا الالتزام نابع من الثقافة ومدى تأثيرها في الفرد انظر ماذا تفعل الدول للحفاظ على النظافة ففي احدى الدول الاجنبية يحدد يوم واحد في الشهر تغلق فيه كل الشوارع امام حركة المرور ويخرج جميع فئات الشعب القادرين على العمل لتنظيف مدنهم بشكل طوعي بدون مكافأة ولاعقوبات والذي لديه القدرة على العمل ويتقاعس يعتبر خائن لبلده وهذه الحملات تأتي دون تدخل من اي جهة خارجية او قوة وانما ياتي الشخص من تلقاء نفسه و يعتبر هذا العمل واجب عليه وهذا من تأثير الثقافة لأن ثقافة الانسان ونظافته ليست بالمظهر او الهندام انما تأتي من الوازع الديني واذا ربطنا الثقافة بالدين يجب ان نكون نحن الافضل من بين كل دول العالم لاننا وكما تعلمون ارضنا هي ارض المقدسات و لاننا مسلمون فديننا الحنيف يحتم علينا الالتزام بالنظافة كما قال النبي محمد (ص) تنظفوا فأن الاسلام نظيف فنظافة المكان تنم على الذوق الرفيع و تاتي بالدرجة الاساس من الاسرة ثم من المدرسة فالمجتمع وهكذا كثيرا ما نسمع من اشخاص عراقيين يتكلمون عن ثقافات ونظافة بلدان زاروها احدهم يقول كنت في زيارة الى احدى الدول الاجنبية و رأيت الاماكن المخصصة للنفايات كل حاوية مخصصة لشيء معين مثلا فضلات الطعام في حاوية وبقايا الخبز في حاوية اخرى وبقية النفايات في مكانها المخصص والاخر يقول في احدى التي زرتها رأيت الناس عندما يذهبون الى اماكن عملهم كل شخص يحمل في يده وردة او شتلة صغيرة يزرعها بدل الازهار او الورود التي ذبلت وهكذا
فالنظافة والتشجير والمنظر الجميل يريح النفس ويقلل التوتر ويعكس الواجهة الحضارية للبلد فأصلاح المكان يبدأ من الذات فانت عندما تنظف واجهة منزلك او الفرع الذي تسكن فيه ليس انتقاص من شخصك وانما تدل على الثقافة والرقي والذوق الرفيع التي تتمتع بها دون غيرك وقد تكون انموذجا يحتذى به وهي سلوك انساني قبل ان يكون حضاري يتوجب على كل فرد الاهتمام بالمكان او الحي الذي يقطن فيه دون الاعتماد على عامل النظافة وانتظاره كي ينظف المكان وانما هي مساهمة جماعية وخصوصا الاماكن العامة والطرقات فهي وجدت لخدمتك وراحتك. .