في عيد ميلاد الشرق الحادي والعشرين لم تطفيء الشرق شمعة بل أضاءت شموعا جديدة لأن المتوهجين لا ينطفئون ، والشرق منبر إعلامي أستل من بين الطين والماء مثل ضفاف الرافدين التي تنطق بعلياء التأريخ . هذه المناسبة العطرة هي مزيج من الفخر والكبرياء بأن الشرق إستطاعت أن تستمد هذه الهوية المستدامة من رونق الكبرياء وسيماء الربيع لتبدو منمقة مثل باقة ورد . ولأنها تمكنت أن ترتقي سلالم المهنية والصدق كعنوان واسع وكبير لتلك الهمة الواثقة من نفسها والقادرة على مقارعة المستحيلات . هذا منعطف جديد يكشف بالدليل القاطع ان هذا العيد ليس مجرد مناسبة للإحتفال وتبادل التهاني بقدر ما هو فرصة للتعبير عن التمسك بالهوية والتجرد من الأنا والإندماج في مشروع وجد ليبقى . انها رياحين الأمل تنبعث من النفوس النظرة لتستعيد تألق وجودها الأول ولتتجذر في تفاصيل الإبداع وأنساقه . الشرق ولدت لتبقى ووجدت لتكون منجما للخطاب الموضوعي بتفاصيله الوطنية بعيدا عن الإصطفاف لغير الوطن وبعيدا عن الخطاب الذاتي والفئوي بل مع الخطاب المتصالح مع المجتمع والراسخ في مطاردة فراشات التجدد وعنفوان الربيع المستدام . هي رحلة الألف ميل طويت مراحلها الصعبة بإرادة وشمم وإنتصار على المصاعب وقدرة استثنائية في تجاوز كل المحن والتمسك بتلابيب اللحظة الأنيقة التي تحولت الى صرح ممرد من بهجة يحوم حول المحتفلين بهذه المناسبة الجميلة . العراق الأخبارية التي إستمدت عطائها وحصدت سنابل توهجها من الشرق تفتخر بأنها الأبنة البارة بهذا العنوان الذي تسامى فوق كل الإعتبارات ليكون خيمة للإعلام الوسطي المعتدل والرؤية الوطنية المتجذرة. نحن اليوم ننحني بكل إحترام وإجلال وتقدير لهذه المؤسسة العريقة في عيد ميلادها الأغر ونهنئ كل العاملين فيها وفي مقدمتهم الزميل الرائع عبد الرسول الأسدي الذي كان وسيبقى رجل الشرق الأول وقائدها وعنوان مسيرتها المكللة بالظفر فألف مبارك والى العلياء أيها الزملاء..