رفاه المعموري
مبارك لك يا عراق .. شرف حمل شعلة أولمبياد باريس 2024 .. ببطاقة ذاتِ حروفٍ حمراءَ كبيرةٍ، بعد ان تلقت العراقية شيلان شمال مصطفى الموافقة على ترشيحها لأن تكونَ واحدة من الذين يتناوبون، هذا الصيف على حمل الشعلة وإيصالها من أثينا في اليونان إلى باريس.
وشيلان بالكردية تعني اسم لزهرة تنمو في كل الفصول. ولدت شيلان في ديالى مدينة البرتقال ، ابنة وحيدة بين ثلاثة أشقاء. تنقلت في عدة مدن بحكم عمل والدها. وفي 2005 حصل الأب على عقد للعمل في ليبيا وسافرت الأسرة معه. . وكانت شيلان في الرابعة عشرةَ حين وصلوا إلى فرنسا واستقروا فيها.. وتقاسمت شيلان الهواء الذي يستنشقه آلاف المحتجزين من ذوي الأحكام الثقيلة .. وما بين المجتمع الغريب المنفتح وتوصيات الأسرة المحافظة نجحت شيلان العراقية في دراستها وتفوقت في مواد الرياضيات. أما المتنفس الحقيقي فقد وجدته في ملاعب الرياضة. كانت في صغرها تلعب الكرة الطائرة قبل أن تتعرف على التايكوندو. لعبة كانت تجهلها وتتصورها مثل الجودو والكاراتيه. تدربت عليها وتعلقت بها. رياضة دفاعية ضرورية في بيئة قلقة. اكتشفت أنَّها لعبة تحتاج للعقل أكثر من العضلات. الفوز فيها للأذكى وليس للأقوى. بعد سنوات قلائل أصبحت الشابة العراقية شيلان … واحدة من بطلات اللعبة ومسؤولة عنها في النادي الرياضي للبلدة التي تقيم فيها .
شيلان في الثالثة والثلاثين.. ما زالت محتفظة بتقاليد المجتمع العراقي النبيل .. وما زالت تنتظر الشريك المناسب. الأسرة تريده لها عراقياً، لكن ليس من السهل أن تلتقي بمن يشبهها في التفكير وينظر إلى الحياة مثلما تنظر.
تقول شيلان : أنا فتاة عراقية عادية واعتز بانتمائي لهذا البلد العريق بحضارته .. مارست الرياضة في طفولتي في نادي الاعظمية .. جئت إلى فرنسا وانشغلت بتعلم اللغة والدراسة والعثور على عمل. حياتي كانت محصورة بين غرفتي في البيت وأمور معيشتي. بحثت عمَّا أحقق فيه ذاتي ويشعرني بقيمتي في هذا المجتمع. تعرفت على رياضة التايكوندو ووجدت فيها قوتي الداخلية. أقيم في هذه البلدة الصغيرة حيث يحتاج معظم الأولاد والبنات أن يتعلموا كيف يدافعون عن أنفسهم. بدأت بتشكيل جمعية لتدريبهم. بداية صغيرة لكنني أشعر أنها تقود إلى أهداف كبيرة ..
وصلت لها الدعوة التي طالما انتظرتها، مرفقة بتعليمات الزيّ وبميدالية تحمل اسمها: احضري إلى المكان المحدد في التاسعة من صباح الثاني والعشرين من يوليو (تموز). ستحملين الشعلة الأولمبية وتهرولين بها لمدة خمس دقائق. . دقائق قلائل لكنها التاريخ كله لشيلان.