عبدالرسول الاسدي
دوما ما نتوسم الخير كله في كل الخطوات التي يبذلها العراق بإتجاه الإنفتاح على جيرانه من أجل حل الإشكالات والإسهام بإرساء قواعد علاقات متبادلة تعود بالنفع على البلاد والعباد . وإذا كان ملف المياه واحدا من أهم الملفات لتعلقه بشريان الحياة فاننا في الشرق نتابع بشغف بل وعازمون على فتح ملف المياه في عدد خاص نسلط الضوء فيه بشكل كامل على تاريخ أزمة المياه في العراق ودور التغير المناخي في إحداث الأزمة المائية والسدود العراقية وكذلك سدود الجوار وغيرها .
ولعل الخطوات المتفائلة التي شهدناها مؤخرا بين بغداد وأنقرة في هذا الجانب هي التي دفعتنا لتأجيل البحث في هذا الملف ومنح شحنة من الإيجابية لخطوات وزارة الموارد المائية برئاسة معالي الوزير عون ذياب هذا الرجل المهني القدير والحكيم في إدارة الوزارة والعارف المضطلع بأمور المياه في العراق وكيفية تعبيد الطريق مع الجيران من أجل القضاء على كل الإشكالات القائمة .
فمعالي الوزير ترأس الوفد العراقي المشارك بالإجتماع الثاني للجنة الدائمية المشتركة بين العراق وتركيا والمقامة في بغداد لتطوير التعاون بين البلدين بشأن ملف المياه،في المقابل وكيل وزير الخارجية التركي بيريس أكنجي ممثلا عن حكومة أنقرة .
وعلى ما يبدو فإن معالي الوزير يحاول إستثمار الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبغداد مؤخرا والتي إنطوت على الكثير من النتائج الإيجابية التي تحاول وزارته من خلالها تأمين حصص مائية جيدة للعراق .
فالإتفاقية الإطار ية التي وقعها أردوغان مع بغداد تضمنت مضامين التحول الى أنظمة الري الحديثة في البلاد والتي تكفل الإفادة من الكميات التي تطلقها تركيا للعراق بالإضافة الى إسهام الشركات التركية في هذا التحول من خلال التقنيات والبرامج والخطط والبحوث والمشاريع وغيرها وبما يلبي حاجة البلدين .
وعلى ما يبدو فان وزارة الموارد المائية تسعى لأن تتحول تلك التفاهمات الى خطوات واضحة وملموسة على الأرض في ظل الإرتفاع الكبير في درجات الحرارة وإنحسار مناسيب المياه في العراق بسبب التبخر والحاجة الى تأمين إطلاقات مائية منسجمة مع الحاجة الآنية بالإضافة طبعا الى الخطط الستراتيجية .
بالخلاصة فان وزير الموارد المائية يملك من الخبرة والدراية بملف المياه ما يجعلنا نثق تماما أن خطوات الوزارة تصب دوما في الإتجاه الأمثل .