عبد الرسول الاسدي
في اقصى الجنوب اللبناني احيا اللبنانيون بداية شهر محرم الحرام بلا فتات من طراز خاص رفعت على المساكن التي دمرها القصف الصهيوني او التي اجبر ساكنوها على مغادرتها بسبب العدوان المستمر على جنوب لبنان .
شاهدت تلك اللافتات وكانت مهيبة في معانيها لانها عاشورائية سوداء كالعادة ، لكنها في ذات الوقت تحمل علياء الصامدين الاباة من ابناء الجنوب اللبناني الاصيل الذي اعتاد ان يكون شوكة في عيون الاعداء الصهاينة منذ اكثر من اربعين عاما خلت .
هيهات منا الذلة ، وعاشوراء شهر انتصار الدم على السيف ، وان نموت بعز وكرامة خير من الحياة بذل وغيرها من عشرات اللافتات التي نقلت صورها لنا وكالات الانباء العالمية عن شكل استقبال شهر محرم الحرام في الجنوب اللبناني وقريبا من الحدود الملتهبة منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي .
حكاية الانتصار في لبنان لا تختلف كثيرا عن كل قصص المنتصرين في العالم الذين شكلت عاشوراء بالنسبة لهم نقطة محورية تلتف حولها عزائم المقاومين الثابتين في مضمار المقاومة والراسخين في البذل والعطاء .
انها سرمدية اثبت المجاهدون في هذا البلد الصغير قدرة استثنائية على تحويلها الى ملحمة تقض مضاجع كيان مهووس بالقتل وسفك الدماء والتدمير والتشريد وتضييع مستقبل البلدان والعبث بالامة .
فالثابتون في الجنوب الاصيل في بلدنا الطيب الجميل لبنان انما يستلهمون من مدرسة كربلاء دروسا وعبرا شماء يعيدون انتاجها وعيا واصالة وفكرا وممارسة في مقارعة كيان غاصب مستبد لهذا فهم الارسخ في ميدان الثبات والاقدر على تحقيق الانتصار .
انها مدرسة الحسين ايها العالم تجعل من الفئة القليلة باذن الله الصابرة المحتسبة فريقا منتصرا وتجعل الجيوش الجبارة الظالمة تنكسر وتخسر معاركها المصيرية ، انه درس كربلاء الاول والاخير الذي تعلمنا منه فعلا لا قولا ان الدم ينتصر على السيف .