شعر/ عبد الرسول الاسدي

تناءى في مدارات النجوم
عظيم كواكب وعظيم قوم
فأبكى اعيني و الناس طرا
سخينا مثل انواء الغيوم
و اسرج في مثار النقع شمسا
تجلت عن شموس او نجوم
ابا الشهداء يا رجلا تسامى
على الدنيا ومرتعها الوخيم
غداة اجبت داعية المنايا
تحيط بكل صمصام غشوم
فكنت كما اشتهاك الموت فردا
فمالك في المكاره من خصيم
فلم تخش الرجال وكان حتما
طعان السمر او ضرب الحسوم
فكنت ازاءهم بطلا عظيما
وكانوا في المعارة كالظليم
فما سيان ذو قلب حديد
و آخر في التلاقي كالسقيم
يجر وراءه للعار ذيلا
وفي اعماقه ذل اللئيم
ابا الشهداء حسبك ان نفسا
حملت عناءها رغم الهموم
فكانت خير نفس قد تسامت
على ما في المطامع من سموم
وما في الذل من عار وخزي
يكلل كل موتور زنيم
شربت على الأذى كأس الرزايا
ولم تجنح لمغتبق ذميم
وقد خيرت فاخترت المنايا
ولم تفزع لمطلعها الدميم
ولم تنزل على حكم ابن نذل
وماراعتك غاشية الخصوم
وما استهواك سلم فيه ذل
ولا منجاة مهزوم ملوم
وقد حملت ما ناءت جبال
بحمله و اشتكته للاديم
وما ضاقت به الفلوات ذرعا
وشق على الحديد من الجسوم
وما وهنت قناتك في قراع
ولا اعطيت اعطاء المضيم
عظيما عشت في رهج العوادي
فيا لله درك من عظيم
وفذ طاول الافذاذ باعا
وصاغ من الندى طبع الحليم
وحسبك ما استويت على ذراها
وما قد نلت من شرف عظيم
فتلك هي الحياة كنوز مجد
وتاريخ موشح بالكلوم