عبدالرسول الأسدي
تتبارى المجتمعات حول العالم من أجل الحصول على كامل الحقوق في التعبير عن رأيها وخاصة المتعلق بحرية الإختيار ولهذا تلتزم بكل الآليات والسياقات التي تكفل ذلك وفق معادلة الحقوق والواجبات . فالمواطنة تعني أن تكون عليك واجبات تؤديها وحقوق تحصل عليها وشعور بالإنتماء الى الوعاء المجتمعي الذي توجد فيه.
ففي كل الأنساق من حولنا ثمة واجبات يجب أن ننجزها يصل بعضها الى الحد الذي تكون فيه مقدسة تتحكم مخارجها بمصائرنا الأبدية فعلينا أن نعبد الله حق عبادته لنضمن الجنة وعلينا في الدنيا أن نتحقق من أننا مواطنون جدا لنحرز جنتنا الأرضية .
كل من يسافر خارج الوطن يتعلم بسرعة أبجديات إحترام الأنظمة والسياقات ويبرمج ذهنه على أن يكون حاضرا في كل تفاصيل التعاملات اليومية والعلاقات مع الناس وكيفية التعامل معهم لأنها حاجات مهمة يجب الإلتزام بها والإنتظام ضمن السرب المجتمعي هناك والإنصياع الى القانون والعرف السائد .
لكن هذا الإلتزام قد يكون غائبا محليا لأسباب عديدة لعل في مقدمتها أنه ليس أولوية وقد لا يكون كذلك بالنسبة لكثيرين ممن يعتقدون أن المواطنة هي المطالبة بالحقوق واسقاط كل الواجبات عنهم .
الواجبات ليست في أن نقول يجب أن نفعل كذا بل أن نضغط على صانع القرار للقيام بذلك لأن الدستور والقانون العراقي كفل كافة أسباب التعبير عن الرأي ولعل في مقدمتها الإختيار بكامل الشفافية والحرية لتقاد من قبل من هو أهل لتمثيلك والتعبير عن طموحاتك وتلبية أهدافك الخاصة وحاجات مجتمعك .
لدينا جميعا أهداف وغايات كبرى نطمح أن ينجح القائمون على الأوضاع في تلبيتها لكن في المقابل فهناك جوانب عديدة تتطلب منا الإلتزام بمعايير وسياقات وأنظمة تضع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على مجتمعنا متكاتفا وقويا وقادرا . الإنضباط وتحمل المسؤولية والمشاركة الواعية هي أساس تحقيق كل تغيير وبدونه قد نتحول الى مجرد رغبات وأهداف لا تملك مقومات التحقق.
في العراق لدينا الإيثار وروح المسؤولية والغيرة على الوطن والوفاء والإندفاع الكبير للتضحية من أجل الوطن ولهذا فان مواطنتنا كاملة ومتحققة ونستحق الأفضل دائما حين نحسن إستخدام الأدوات والسياقات ونؤمن بالقدرةعلى ذلك .
نعم بإختصار يمكن أن يكون الوطن فردوسا أرضيا وجنة خضراء إذا تحقق التعاون والتكاتف بينا جميعا لتحقيق ذلك بإرادة ووعي ومسؤولية.
نحن وفردوس الوطن
