عبدالرسول الأسدي
واحدة من أهداف البرنامج الحكومي لحكومة الأستاذ محمد شياع السوداني هي إعادة الهيبة للخطوط الجوية العراقية ورفع كافة القيود الدولية المفروضة على تحليقها في الأجواء الأوربية ، وقد بدا ذلك عمليا عبر إعادة الحاق إدارة المطارات العراقية كافة بوزارة النقل بدلا من سلطة الطيران بالإضافة الى جهد حثيث ومكثف أثمر الكثير من التقبل لفكرة عودتها للتحليق مجددا في أجواء أوربا .
وعمليا تعتبر الخطوط الجوية العراقية واحدة من أقدم وأعرق شركات الطيران في المنطقة والعالم لأن تاريخ تأسيسها يسبق الكثيرات غيرها ويعود الى نهاية الثلاثينات من القرن الماضي .
في عام 1938 قررت جمعية الطيران العراقية، أن تستثمر إستثمار فائض حملة التبرعات الوطنية الشاملة التي قامت بها البلاد آنذاك واثمرت عن شراء طائرات مقاتلة وقاصفة إيطالية الصنع.
كان المبلغ المتبقي حينها قرابة 23 الف دينار عراقي خصص لشراء ثلاث طائرات مدنية بريطانية الصنع وبداية رحلة الخطوط الجوية العراقية التي يطيب لنا أن نسميها بالطائر الأخضر صاحب السيرة المشرقة والسمعة الطيبة بين شركات الطيران العالمية وصولا الى عام 2015 حين تقرر منع تحليق طائرنا في الأجواء الأوربية مع عشر شركات طيران عالمية أخرى .
القرار جاء تحت عنوان عدم الإيفاء وفي العام 2015، جرى حظر الطائر الأخضر من الطيران في سماء أوروبا بسبب عدم إستيفائه معايير المنظمة الدولية للطيران المدني وهو العنوان العام الذي تندرج تحته مضامين شتى يعتقد ان بعضها سياسي !
واحدة من الأسباب التي عقدت المشهد كان فصل سلطة الطيران المدني عن وزارة النقل في عهد حكومة الدكتور حيدر العبادي يأتي التصحيح في مطلع هذا العام بقرار شجاع ودقيق وهو إعادة الحاق إدارة المطارات العراقية كافة بوزارة النقل لترى تباشير تقبل فكرة عودة الطائر الأخضر الى الأجواء الأوربية بعد إيفاء العراق بكافة التزاماته بهذا الخصوص .
الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولية بخوان كارلوس سالازار أشاد مؤخلا بالجهود التي تبذلها الحكومة العراقية للعودة إلى الأجواء الأوروبية والأجواء العالمية الأخرى، وهو ما لمسه خلال زيارته للعراق في شباط 2023 وهي اشارة واضحة الى ان التطمينات التي اعلنتها وزارة النقل عن قرب عودة طائرنا للتحليق في كل أنحاء العالم دقيقة ومثمرة .