محمود الهاشمي

ان دول الغرب عموما عندما تعد خطة على المستوى الأمني مثلا ،فإنها لاتغفل الجوانب الأخرى ،من اعلام
و دبلوماسية بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية والسياسية .
فحين ذهب (نتنياهو )إلى الولايات المتحدة ،كان اللوبي الصهيوني قد اعد خطة مكتملة للزيارة سواء في الكلمة التي سيلقيها أو جمع الكونغرس الذين صفقوا له (٨١) مرة (٥٨)منها وقوفا لتبدو تماما وكانهم أقاموا عشرات البروفا عليها قبل ذلك .
كل شيء في النظام الغربي يباع ويشترى وصولا إلى الابتسامة والتصفيق .
اللوبي الصهيوني لكز عصاه بين
نقيضين (الديمقراطي والجمهوري ) وساومهم الى أي منهم ينحاز في الانتخابات المقبلة مقابل ضمان أصوات اليهود وأموالهم . جهاز المخابرات الاميركي اعد الخطة وأكملها واعد معها وسائل الإعلام التي ستغطي الحدث وفقا للحاجة .
لذا حين نفذ الموساد الصهيوني حادثة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس سرعان ماقامت اجهزة إعلام أمريكية مسخرة للحدث بالمناورة الإعلامية لتشتيت التركيز ،حيث رسمت سيناريو (معد مسبقا)للحادثة بان التفجير تم بواسطة عبوات ناسفة ونسبوا هذه السيناريو
الى (خمسة من حرس الثورة والأميركان )ومازال السيناريو يتغير ،مرة تم الهجوم عبر عبوة وأخرى عبر صاروخ أو طائرة مسيرة الخ. في الجانب الآخر كلفوا دولا
بايصال رسائل إلى إيران وهي(مصر قطر الأردن )بالإضافة الى
فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وآخرين لأمرين الأول قراءة كيف تفكر إيران وماذا ترغب ان تفعل والثاني تقديم حزمة امتيازات لايران من قبل امريكا والغرب ودول الخليج وصولا إلى وزير الخارجية الأردني (الصفدي)الذي عرض العلاقة مع الأردن وتطويرها وربما الانفتاح على السياحة الدينية بزيارة المراقد الشريفة بالأردن .
وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم ال ثاني لم يكتب تغريدته اجتهادا منه ايضا ضمن التكليف والتي مضمونها (ترك الرد الإيراني مقابل وقف إطلاق النار الصهيوني !!) لاشك ان جميع هذه الإجراءات معدة قبل الهجوم كي يسيطروا على إدارة الجريمة .
ايران ب(دبلوماسيتها)المعهودة
ومثلهم المشهور (نطارد الغزالة بالعربة فنمسكها)تسمع كل هذه الاراء وترسل رسائلها الى خصومها عبر (الوسطاء)وبعبارات (محسوبة )!
المعركة مع العدو تحتاج إلى مهارة ،فايران تعرف الحرج الاميركي بالمنطقة وتعرف ان اسرائيل تمتلك أدوات ضغط على امريكا ،وان اسرائيل جرجرتها إلى المنطقة مكرهة بعد ان قال ترامب من قبل (لم يعد الشرق الأوسط من أولوياتنا) كما تعلم ايران صعوبة إدارة خمسة معارك من قبل امريكا في نفس الوقت وفي مناطق متباعدة
(الحرب الاوكرانية الروسية )في اوربا والحرب الصينية التايوانية
شرق اسيا والحرب الإيرانية الاسرائيلية غرب آسيا ،وكذلك
في أفريقيا حيث تراجع النفوذ الاميركي الغربي ومثله في أميركة اللاتينية وصعود اليسار
وكذلك الآن صعود اليسار باوربا ،في وقت تعاني الولايات المتحدة من انقسام اجتماعي وسياسي حاد ،وديون خارجية هي الأعلى منذ تاريخها (٣٤)ترليون دولار .
ايران ايضا تحسن المناورة وترسل رسائل إعلامية وتصريحات ملتهبة وترفع من منسوب خطابها للثأر ،فلابد ان ينهار عدوك إعلاميا قبل مهاجمته ،حيث هذه المرة لم تخش اسرائيل طرفا واحداً إنما
خمس جبهات ناهيك من الحرج لذوي التطبيع امام شعوبهم ..
من الواضح -ووفقا لتغريدة حمد بن جاسم- ان (نتنياهو) يريد ان يجعل وقف إطلاق النار
مقرونا بانتصار حققه عبر اغتيال قادة المقاومة وبذا يحافظ على
على بقائه بالسلطة ويهرب من المحاكمة ،
إيران ترى ان (عِدْلَ)ثار القادة
(زوال اسرائيل )لذا قال وزير الداخلية الايراني (من الأفضل
للصهاينة ان يغادروا الأرض المحتلة )!!
الوسطاء قدموا مقترحات فيما لو اصرت ايران على الهجوم بإفراغ بعض المعسكرات للجيش الاسرائيلي لتكون تحت القصف الإيراني وربما يصل
التراجع ان يقدم نتنياهو استقالته قربانا لعدم الرد .
إيران ايضا تدرك ان أي مساومة على دماء الشهداء القادة سيغير المعادلة ويرخي اليد على الزناد .
امريكا وان استقدمت أساطيلها لكنها تدرك أنها تقاتل جيوشا (مجاهدة ) ولاترى في الموت إلا (سعادة )لذا لاتخاطر في حرب في منطقة الشرق الأوسط التي مازالت خاصرتها توجعها من لكماتها . إيران لاتستطيع تأخير الرد لان
الجيش الاسرائيلي يمسك عصا التجويع والإبادة على أهالي غزة
كما ان اسرائيل في حال ترى في الهجوم الإيراني وسيلة لطرد نتنياهو والتخلص من ادارته
الرعناء حسب وصفهم .