عبدالرسول الأسدي
ربما يكون الباحث الدكتور جاسم الاسدي هو الوحيد الذي احتفى بمناسبة اليوم العالمي للسكان الاصليين مستذكرا جذور اهالي الاهوار الضاربة في القدم والمتجذرة في عمق التاريخ والتي تحكي مواويل اهل سومر وقصص مضائف القصب ومشاحيف اهلنا الغافية على ضفاف الاهوار والسباحة بين تفاصيل موجاته الهادئة .
فقد مرت علينا المناسبة قبل ايام دون ان يذكرها ذاكر رغم ان العالم منذ 1982 يعيد الاحتفال كل عام بيوم السكان الاصليين الذين تمسكوا بارضهم ومنهم اهل الاهوار رغم كل المصاعب والمتاعب وعمليات التجفيف والحروب المستمرة وتدهور الثروة المائية والاوضاع الاقتصادية الصعبة .
وعمليا يعيش ما يقدر بنحو 476 مليون فرد من السكان الأصليين في العالم في 90 دولة، و يشكلون أقل من 5% من سكان العالم، إلا أنهم يمثلون 15% من أفقر الناس. وتتحدث هذه الفئة ،الغالبية العظمى من لغات العالم التي تقدر بـ7 ألاف لغة ويمثلون خمسة آلاف ثقافة مختلفة.
وقطعا حين نتحدث عن هذه التفاصيل فان سكان الاهوار في طليعة من حافظوا على ارثهم وثقافتهم ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم على مر العصور والازمنة حتى لا يكاد يعرف تاريخهم بالضبط لانه قد يسبق السومريين !
عرب الاهوار من أهم المجتمعات الأصلية لبلاد الرافدين فجذورهم الثقافية والمعرفية وحتى الجينية تمتد إلى اولئك الأجداد الذين بنوا الزقورات والقوس الاول والقانون الاول والعجلة الاولى في العالم ، أنهم ورثة السومريين والاكدين وثراء بصماتهم الحضارية.
لهذا لا بد ان نشير باصابع الاهتمام والاحترام الى ذلك الشعب الطيب واصالته وعمق انتماءه الى حضارة الماء والقصب والطين وان نبحث عن السبل والخطط والمشاريع التي تجعل حياته اكثر يسرا وان نقلل من وقع الضغوط الاقتصادية والكوارث التي حلت به بسبب شح المياه في الاعوام السابقة . الف تحية لاهلنا الاكارم في جنوبنا العتيق واهوارنا السمراء، فيومهم يستحق كل عناوين الاحتفاء والاستذكار والتضامن لانهم عنوان مهم من عناوين الرافدين قديما وحديثا .