بقلم: د. خالد قنديل
في ظل الانطلاقة الاقتصادية والتنموية الطموحة التي تشهدها بلاد الرافدين، وفي خضم هذا البناء المتصاعد على جميع المحاور، تتألق البصرة، تلك المحافظة والمدينة العريقة، كوشم جمال على جبين العراق. إنها البصرة التي حملت على مر العصور شعلة الحضارة، واليوم تتزين بحلل التطور، لتغدو حاضرة المدن وعنوانًا للعمق الاستراتيجي والاقتصادي والتنموي لهذا البلد الكبير. ما شهدته وتشهده البصرة من نهضة، ليس سوى تجسيد حي لعزم وإرادة أبناء العراق، ليظل هذا الوطن مزهرًا على الدوام.
ولأن المقدمات دائمًا ما تشير إلى النتائج، فإن مقدمات هذا التطور والنمو، والتطلع للمزيد الذي تحققه البصرة لتواكب طموحات شعب العراق نحو مكانة بلده المستحقة بين الأمم، تعود بلا شك إلى جهود مكثفة وكبيرة وواعية، يقف وراءها رجل المرحلة محافظ البصرة، المهندس أسعد العيداني. هذا الرجل الذي يمثل خير دليل على الوطنية الصادقة والتفاني في خدمة الوطن، من خلال تاريخه العملي والسياسي المشرف وتدرجه في الحياة السياسية والعملية، فهو أحد أبناء البصرة المخلصين، الذين جعلوا من مدينتهم رمزًا للتطور والنهوض، وشاهدًا حيًا على الإرادة العراقية التي لا تعرف المستحيل، حيث وُلد في الستينيات في مدينة البصرة، ووالده هو الشيخ العام لعشيرة العيدان، إحدى عشائر البصرة العريقة. جاء مولده في الأول من يناير لعام 1967، وكأن يوم الميلاد الأول في الشهر الأول كان إيذانًا بمسيرة حافلة بالتقدم وتبوأ المكانة المستحقة. نشأ المهندس أسعد العيداني وتخرج بدرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية، ليصبح مهندسًا سياسيًا بامتياز. فهو قيادي بارز في حزب المؤتمر، وعضو في البرلمان العراقي، وقد شغل منصب نائب رئيس مصرف البلاد الإسلامي ومديرًا في المصرف العراقي للتجارة. إضافة إلى ذلك، أسس وزعَم تحالف «تصميم»، الذي نجح في الحصول على 12 مقعدًا في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في ديسمبر الماضي. وبهذا الإنجاز، احتفظ أسعد العيداني بمنصب محافظ البصرة، بعد اختياره من قِبل أعضاء المجلس المنتخبين، ليواصل قيادة مسيرة التطور والتنمية في هذه المدينة العريقة.
ومنذ عام 2017 وحتى هذه اللحظة، أي خلال سبع سنوات قضاها أسعد العيداني في تولي مسئولية البصرة، لم يكن مجرد محافظ لهذه المدينة العريقة، بل كان أحد أبنائها المخلصين الذين حملوا على عاتقهم مهمة تحويل وجه هذه المدينة التاريخية. لقد شهدت البصرة في عهده تحولًا ملحوظًا، فأصبحت بحق واجهة مشرفة لوطن كبير وعريق يسعى بكل ما أوتي من إخلاص أبنائه لتجاوز أزمات الماضي، سواء القريب منها أو البعيد، مستشرفًا مستقبلًا زاهرًا يليق بمكانته بين الأمم. واليوم، نرى البصرة في ثوبها الجديد الزاهي، وقد أصبحت بحق مثل القلب في الجسد للعراق، ذلك القلب الذي يضخ الدم في الشرايين، مانحًا القوة والطاقة اللازمة لمزيد من التنمية والتقدم والتطور.
البصرة، هذه المدينة التي يلتقي فيها نهرا دجلة والفرات ليشكلا شط العرب، ذاك الشريان الذي يفيض بالخيرات على الخليج كله، هي أيضًا تحتضن المساحة الأكبر من نخيل العراق، بما يحمله من رمزية عميقة تقدرها وتجلها جميعًا أبناء هذه الأمة. إن البصرة ليست مجرد مدينة، بل هي رمزٌ للحياة والقوة، وهي اليوم، بفضل جهود أبنائها وعلى رأسهم أسعد العيداني، تقود العراق نحو مستقبل مشرق يلبي تطلعات شعبه، ويعيد له مكانته المستحقة بين الأمم.
وتأتي البصرة كإحدى درر تاج العراق في ثوبه الجديد، متألقة بأهمية خاصة على المستويات التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والاستراتيجية. وليس غريبًا أن تُلقب بـ»ثغر العراق»، فهي المنفذ البحري الوحيد الذي يربط العراق بالعالم عبر ثلاثة خطوط ملاحية عالمية، إذ تتربع على رأس الخليج العربي، وتجاور ثلاث دول، مما منحها ميزة استراتيجية باقترابها من الأسواق الإقليمية والعالمية وتقليل كلفة النقل، لتصبح بذلك ركيزة للتفاعل الحضاري مع العالم.
بعدما مرت البصرة، مثل كثير من مدن العراق، بظروف عصيبة في السابق بسبب الحروب والحصار الاقتصادي، وكانت على شفا الدمار، ها هي الآن، تحت قيادة مسئول واعٍ ومثقف ودؤوب مثل أسعد العيداني، تتحول إلى كتلة من التحدي والإصرار. لقد أظهرت المدينة روحًا جديدة، ساعيةً إلى التطوير والاستفادة القصوى من الموارد والثروات التي تزخر بها. البصرة اليوم تشارك بفعالية في النهوض الاقتصادي والتجاري والسياسي الذي يقوده العراق برجاله الأشداء والحكماء، إنها مدينة تستمد قوتها من تاريخها العريق، وتواصل البناء على هذا الإرث لتصبح مثالًا يحتذى به في التحدي والإصرار على التقدم، لتكون بحق أحد أعمدة نهضة العراق الحديثة. لقد أسعدتني الظروف بلقاء المهندس أسعد العيداني، لأحظى بفرصة التعرف على هذه الشخصية الواعية والمثقفة التي تحمل في قلبها حبًا عميقًا لوطنها. في هذا اللقاء، لمست بنفسي حرصه الكبير على تقديم أبهى صورة مشرقة عن البصرة، تلك المدينة الغنية بتاريخها وثقافتها، والتي تمثل جزءًا أصيلًا لا يتجزأ من هوية العراق الحضارية.
تحت قيادة العيداني، شهدت هذه المحافظة العريقة طفرة كبرى في مجالات التنمية والتطوير، حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وتعزيز مكانة البصرة بين مدن العراق. ومن أبرز هذه المشاريع، التحرك نحو تعزيز المساحات الخضراء والغطاء النباتي، وهو خطوة مهمة في مسيرة المدينة نحو التنمية المستدامة والحفاظ على بيئتها الجميلة، ليظل وجه البصرة مشرقًا ومزهرًا كما هو دائمًا.
كما يبرز مشروع «طريق التنمية» كأحد المشاريع الكبرى التي ساهمت في تغيير وجه البصرة وربط ميناء الفاو الكبير بتركيا وصولاً إلى أوروبا، بمشاركة دول إقليمية مهمة. هذا المشروع، إلى جانب العديد من المشاريع الفارقة الأخرى مثل سوق البصرة، ومجاري القرنة، والحدائق والمتنزهات، والأنبوب الناقل، والطريق الحولي، قد جعل من البصرة مدينة آمنة وجاذبة للمستثمرين، ووجهة متميزة للاستثمارات الوطنية والدولية. ومع قيادة أسعد العيداني، تتألق البصرة نبراس على مشارف الطريق، ينطلق من هُويتها الراسخة ويخترق الحواجز والعقبات، ويمضي بسرعة البرق على خطى العراق في مضمار التطور والتنمية اللائقين بقيمة وتاريخ وحضارة بلاد الرافدين. إن البصرة اليوم، بفضل هذه المشاريع الاستراتيجية والنهضة الشاملة، تفتح أبوابها للعالم، متجددة بحيوية ونشاط، ومزدهرة بمستقبل واعد يليق بمكانتها كواحدة من أهم المدن في العراق والمنطقة.