سمير السعد
في فترة توليه المنصب، قاد مؤيد اللامي عدة مبادرات هامة لتحقيق تحسينات ملموسة في أوضاع الصحفيين. من أبرز إنجازاته تحسين الظروف المهنية للصحفيين العراقيين من خلال توفير برامج تدريبية تهدف إلى تطوير المهارات الصحفية وتوسيع آفاق المعرفة الإعلامية. كذلك، سعى لتعزيز الحماية القانونية للصحفيين، حيث ضغط على الجهات الحكومية والبرلمان لإقرار تشريعات تحمي الصحفيين من المخاطر التي قد يتعرضون لها خلال تأديتهم لعملهم، خاصة في بلد يواجه تحديات أمنية وسياسية معقدة.
كما لعب دورًا رئيسيًا في تأسيس شبكة دعم واسعة للصحفيين الشباب، متمثلة في برامج تدريبية ومنح وفرص عمل تساعدهم على بدء مسيرتهم المهنية في مجال الإعلام. هذا إلى جانب جهوده في تحسين ظروف العمل وتقديم الدعم المادي والمعنوي لعائلات الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم المهني.
اللامي لم يقتصر على العمل الداخلي فحسب، بل كان له دور دولي في تعزيز صورة الصحافة العراقية على الساحة العالمية. شارك في العديد من المؤتمرات الدولية، ممثلاً العراق في منتديات حوارية حول حرية الصحافة وحقوق الإنسان، وساهم في بناء جسور التواصل بين الصحافة العراقية ونظيراتها في الدول الأخرى.
يستحق مؤيد اللامي أن يُطلق عليه «نقيب الإنجازات»، حيث نجح في تحويل النقابة إلى كيان قوي يلعب دورًا محوريًا في الدفاع عن حقوق الصحفيين وتحسين مهنتهم في ظروف صعبة، وجعل من النقابة بيتًا آمنًا لكل صحفي في العراق.
مؤيد اللامي، بنشاطه وحماسه، لم يتوقف عند حدود الإنجازات المهنية فقط، بل توسع في دوره ليصبح رمزًا للقوة والصمود في وجه التحديات التي تواجه الصحافة العراقية. تحت قيادته، شهدت نقابة الصحفيين العراقيين تطورًا ملحوظًا في الهيكل الإداري والتنظيمي، مما ساهم في تحسين أداء النقابة ورفع كفاءتها في التعامل مع القضايا المعقدة التي تواجه الصحفيين.
كان اللامي أيضًا صوتًا قويًا ضد الفساد وبعض الضغوطات التي كانت تهدد استقلالية الصحافة في العراق. لقد واجه ضغوطًا كبيرة من مختلف الجهات، لكنه لم يتراجع عن موقفه في الدفاع عن حرية الصحافة وعن حق الصحفيين في نقل الحقيقة كما هي، دون تدخل أو تحريف. هذا الموقف الشجاع أكسبه احترامًا واسعًا ليس فقط في العراق، بل أيضًا على المستوى الإقليمي والدولي.
ومن الإنجازات التي تستحق الذكر، هو دوره في تحسين العلاقة بين الصحافة والحكومة العراقية. في حين كان هناك توتر دائم بين الطرفين، استطاع اللامي من خلال حواراته المستمرة وجهوده الدبلوماسية أن يخلق قنوات اتصال مباشرة مع المسؤولين الحكوميين، مما ساهم في تخفيف التوترات وتحقيق فهم مشترك لأهمية الصحافة الحرة في بناء دولة ديمقراطية.
بالإضافة إلى ذلك، عمل مؤيد اللامي على تعزيز التضامن بين الصحفيين، حيث أقام العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي جمعت الصحفيين من مختلف المناطق والتيارات السياسية، مما أسهم في توحيد صفوف الصحافة العراقية في مواجهة التحديات المشتركة. هذا التضامن كان له دور كبير في مواجهة التهديدات التي كانت تتعرض لها الصحافة بشكل عام، وخصوصًا في المناطق التي كانت تشهد نزاعات مسلحة.
لا يمكن الحديث عن إنجازات اللامي دون الإشارة إلى دوره في دعم حرية الصحافة في المناطق الأكثر تضررًا من النزاعات. لقد كان دائمًا حاضرًا في تلك المناطق، يعمل على تقديم الدعم للصحفيين المحليين، ويسعى جاهدًا لنقل صوتهم إلى العالم الخارجي، مما ساهم في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية التي كانت تُغفل أحيانًا في خضم الصراعات.
في النهاية، يمكن القول إن مؤيد اللامي نجح في ترك بصمة لا تُنسى في مسيرة الصحافة العراقية. عبر التحديات العديدة، أثبت أن الصحافة يمكن أن تكون قوة تغيير إيجابية في المجتمع، وأنه بالإرادة الصادقة والعمل الجاد يمكن تحقيق الكثير، حتى في أصعب الظروف. إن إنجازات اللامي تعد دليلًا حيًا على أن القيادة الحكيمة والشجاعة يمكن أن تصنع فرقًا حقيقيًا، وجعلت من النقابة بيتًا يحمي حقوق الصحفيين ويدافع عن حريتهم بكل قوة وعزيمة.