الرحالة الإعلامي محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

في الآونة الأخيرة أخذ دور الرحالة ينشط بشكل كبير، وأخذت مبادراتهم في التعرف على الدول وثقافاتها المتنوعة صدى واسع بعد أن عملوا على توثيق كل خطواتهم بالصوت والصورة، بل توسع ذلك إلى إمكانية متابعة استكشافهم خلال الرحلة أولاً بأول عبر قنواتهم الاجتماعية الخاصة مما يضفي جواً من الاستمتاع والحماس للجانبين.
الـرحــالة الذي تعرفه كتب اللغة بأنه شخص يتنقل من بلد لآخر أو أكثر للتعرف عليها قاطعاً المسافات ومتحدياً الصعاب ومتأقلم مع كل الظروف التي قد تكون متوقعة أو ليست في الحسبان عند الإعداد للرحلة رغم دراسة الفكرة قبل الانطلاق من كل النواحي الأمنية والصحية والمناخية بالإضافة إلى الاجتماعية مثل تقبل الزوار لبعض القبائل من عدمها كما هو الحاصل في بعض أرياف أفريقيا أو جبال الألب وبعض دول أوروبا الشرقية وصحاري شرق آسيا.
من يعشق المغامرة والاستكشاف والبحث عن الطرق التي توصله إلى الهدف يعتبر رحالة ماهر ومحترف وعلى دراية كاملة بكل الأمور، وإن الثقافة العامة وحسن التصرف في التعامل مع الآخرين خاصة الذين نختلف معهم في أمور عديدة يجب أن تكون حاضرة وعدم الانزعاج بسبب عدم معرفة اللغة من أي تصرف يصدر من الآخرين بسبب فقدان حلقة التواصل وهي من الأمور التي دائماً ما يوصي عليها أصحاب الخبرة الطويلة من الرحالة. مهمة الرحــالة ليست بالبسيطة حتى مع الفارق الزمني بين الماضي والحاضر والدروس المستفادة من تجربة رحلة أبن بطوطة من طنجة للعالم أو كولومبوس عند اكتشاف أمريكا وغيرهم والتي كانت تستغرق وقت طويل عبر استخدام وسائل بدائية جداً كان البحر والصحراء وقطع الغابات والأنهار محفوفاً بالمخاطر وهي السبيل إلى ذلك بينما دخلت الطائرة الآن وساهمت في تقليل مدة الرحلات من سنوات إلى أسابيع على أقل تقدير. قصص جميلة جداً ينقلها الرحالة العرب بشكل عام والخليجيين بشكل خاص عن استكشافاتهم التي لا تمل من متابعتها وتتخللها مواقف متنوعة بين الظريفة والحزينة وربما تصاحبها بعض الخيبات في النهاية دون تحقيق الهدف الأساسي إلى ان التجربة كانت بمثابة دورة تدريبية تأهيلية للتجربة القادمة لتحقيق النجاح بصورة أكثر شمولية مما كانت عليه الخطة السابقة.
دول عديدة نحن في دول مجلس التعاون الخليجي لا نعرف عنها شيء ومع مبادرات الرحالة الشباب من الجنسين أخذت هذه الدول تبرز على الخارطة السياحية ولا زال العمل قائم على استكشاف دول جديدة يمكن أن تكون ملائمة للسياحة وفق مستويات متفرقة من التجهيزات لما يصلح للشباب فقط دون العائلات لعدم وجود البنية التحتية الملائمة لخدمة السياح في الوقت الراهن وربما تكون فرصة استثمارية مناسبة للباحثين عن الأعمال التجارية في هذه الدول.