بقلم / كرارعبد الحمزة كاظم الحسيني
قد يتصور البعض ان الحكمة تكمن في القوة والسطوة والسيطرة , ولكن هذا هو خلاف حقيقتها وماهيتها وخلاف التوقعات السائدة بين بني البشر على هذه المعمورة , فمثلا اذا كانت هنالك بوابة كبيرة مغلقة واراد الانسان فتحها فلا يستطيع ان يقوم بفتحها عن طريق القطع الحديدية العملاقة او ما شابه ذلك , ولكنه يستطيع فتحها عن طريق مفتاح صغير لا يتجاوز وزنه الا بضع غرامات تعد على قدر اصابع اليد , ومن هنا نستنتج ان الشق الاول من المثال هو القوة , اما الشق الثاني فهو الحكمة بحد ذاتها لانها تتغلب على القوة في كثير من الظروف والعادات , حيث ومن خلال الرجوع الى تعريفها في قواميس اللغة فهي تعرف بانها ( وضع الشيء في مواضعه السليمة ) وبحسب الظروف الحياتية وما تتطلب من اتخاذ اراء بشانها فعندما يحين وقت التكلم يتكلم الانسان وعندما يحين وقت الصمت يصمت , فاذا تكلم اثناء وقت الصمت او بالعكس يكون – والحالة هذه – قد خالف ضرب من ضروب الحكمة وجزء من اجزائها وتوجه الى الفوضى والعبثية , فان الله تعالى – وعلى سبيل المثال – قد امرنا بالتكلم بالحق ونصرة الانسان في حالة وجود سلطان جائر يريد الانتقام منه , كما وامرنا بالانصات عند سماع القران الكريم , وهذا خير مثال على ذلك والامثلة كثيرة فاحدها ان رسول الله محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال في حديث مشهور : ( الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا ) حيث ان الامام الحسن عليه السلام عند استلامه زمام الامامة المناطة له في عهده قد وقع الهدنة مع معاوية , ولكن الامام الحسين عليه السلام ثار ضده وضد اتباعه ولم يبايعه , حيث انهما ( عليهما السلام ) قد استعملا الحكمة في هذا المجال على الرغم من الاختلاف بطريقة احدهما عن الاخر وهي ان الامام الحسن عليه السلام قد وقع الهدنة حقنا لدماء المسلمين وعدم اراقتها , وان الامام الحسين عليه السلام ثأر ضد معاوية حفاظا على الدين الاسلامي من التشتت والانحراف حيث اقتضى الامر بانتهاء الاسلام واندثاره في حال عدم قيام هذه الثورة المباركة التي مازالت ولا زالت اثارها قائمة على مدى الازمان والامكنة , وهذا جزء بسيط من معنى الحكمة احببت البوح به لجهل البعض به وباثاره وفهمه على الطريقة الخاطئة وما توفيقنا الا بالله تعالى عليه توكلنا واليه ننيب .