عبد الرسول الاسدي
أصبح التحول الرقمي عاملاً حاسماً للنجاح والقدرة التنافُسية، في كل اوجه الحياة وتعتمد الحكومات في جميع أنحاء العالم بشكلٍ مُتزايد على التقنيات الرقمية،سعيا لتحسين كفاءة عملياتها وفعاليتها.
لهذا السبب شاهدنا بشكل لافت ان حكومة الاستاذ محمد شياع السوداني تسعى بخطى واسعة من اجل الدفع باتجاه احداث نقلة نوعية في اعتماد تقنيات التحول الرقمي بشكل متزايد وبخطى ثابتة وواضحة ما ينعكس بشكل ايجابي على الاداء في مجمل مؤسسات الدولة .
وتكمن الاهمية الكبرى في هذا التحول في تحسين استجابة الحكومة لاحتياجات المواطنين، والحدُ من البيروقراطية والأعباء الإدارية على المسؤولين الحكوميين، مثلما يوفر فرصة عظيمة لمعالجة الافتقار إلى مُبادرات حوكمة واقعية في البلد. وبالتالي، فإن تمكن الحكومة العراقية من تسخير إمكانات التقنيات الرقمية لإحداث تغيير إيجابي وتطوير في مؤسسات الدولة، يُساعد ذلك على فهم مدى تبني الحكومة للتقنيات الرقمية ودمجها في عملياتها وخدماتها، ويوفر رؤية استراتيجية واضحة مفيدة لفهم تحديات وفرص الحكومة الرقمية في سياق النظُم السياسية، على نحوٍ يُقلل من التحديات، ويزيد من الفرص.
رئيس الوزراء خلال ترؤسه للاجتماع الدوريّ للّجنة العليا للتحوّل الرقمي في العراق اكد على جوانب مهمة تتعلق بتبني خطة بنيوية خمسية لهذه العملية يكون فيها عنصر الشباب حاضرا وبقوة ومركزا على الاستفادة من التجارب الناجحة للدول المشابهة لوضع العراق، وكذلك الرؤية المطلوب اعتمادها لتحقيق هذا التحول، على أن تكون الخدمات المقدمة للمواطن الفكرة الأولى لانطلاق عملية التحول الرقمي من حيث الخدمة والأمن السيبراني.
نحن امام صورة عراقية مختلفة تماما يتم اعتمادها في هذا التحول تكون بعيدة عن العشوائية وقريبة الى حاجات المواطن عبر بوابة الدوائر الخدمية الاكثر تماسا مع حاجات الناس وانشغالاتهم اليومية ، كما ان اعتماد العنصر الشبابي والطاقات الفتية سيكون له دوره الاهم في الافادة من التقنيات الرقمية والسيبرانية،وسيفتح الباب واسعا امام ثورة رقمية كبرى تحقق الكثير من متطلبات التغيير والعبور نحو مستقبل تعمل فيه المؤسسات باقصى درجات الشفافية واعلى مستويات القدرة على تحقيق الاهداف والطموحات .