عبدالرسول زيارة الاسدي

انه العراق أيها العالم ، الذي سبق التأريخ وشدت الدنيا الرحال اليه لتتعلم فنون الحضارة وأخلاق الفرسان ولهذا يقولها اليوم وكل يوم أن لا وصاية ولا إنتهاك للسيادة ولا تواطؤ مع الشيطان العالمي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها العراق علانية عن موقفه الثابت حيال ما تتعرض له المنطقة من مخاطر بسبب الإعتداءات الصهيونية المتكررة التي كان آخرها العدوان على إيران عبر خرق السيادة الوطنية العراقية .
المواقف التي أعلنت على لسان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كانت واضحة وشفافة وثابتة في دعم حق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة في دولة كاملة السيادة يتمتع مواطنوها بحقوقهم كافة وفقا للقوانين الدولية والأعراف التي تكفل ذلك .مندوب العراق في مجلس الأمن الدولي جدد هذه الثوابت محملا مجلس الأمن المسؤولية عن إخفاقه المتكرر في لجم الكيان الصهيوني دون إرتكاب المزيد من الجرائم بحق دول وشعوب المنطقة لأن ما حصل مؤخرا من إعتداء على الجمهورية الإسلامية لم يكن مبررا ولا مردوعا في ظل العجز الكامل عن إحراز تقدم في اية إجراءات عقابية تتخذ من المجلس الذي يفترض انه مسؤول عن الحد من النزاعات والحروب بما يكفل ردع المعتدين ومساعدة المجتمعات التي تنشد السلام .
العراق ينشد السلام مثلما ينشده اللبنانيون والإيرانيون والفلسطينيون لكن الحكومة المجرمة في تل أبيب تحاول إشعال الحروب وإثارة الفتن وتوسعة نطاق المواجهة العسكرية مع الجميع لهذا إستباحت الأجواء العراقية لتنفذ عدوانها على دولة جارة تربطها بنا علاقات وطيدة وكان لها مواقف طيبة لا يمكن نسيانها بل هي الحليف الذي يثق به العراقيون الذين يعتبرون إيران بلدهم الثاني والمساند لقضايا الأمة والمدافع عنها وهي من تتحمل كل العقوبات والتضحيات نصرة للشعب الفلسطيني الأعزل والشعب اللبناني المقاوم والشعب اليمني الصامد وكل الشعوب في المنطقة والعالم التي تحتاج الى النصرة والإسناد والدعم .
هكذا قالها العراق من جديد انه يرفض أن يكون منطلقا للإعتداء على دول الجوار وبالأخص الجمهورية الإسلامية التي يفترض بنا أن نكون معها في خندق واحد لمواجهة الكيان الصهيوني لولا الوصاية الأمريكية والهيمنة التي تمنع العراقيين من حماية أجوائهم وتفرض علينا قوانين نرفضها وإملاءات لا يمكن للبطل العراقي الذي عرفه التاريخ منازلا شجاعا ومغوارا حازما أن يقبل بها .
الصوت العراقي الواضح والموقف المسؤول هو الذي عبرت عنه بغداد بلسان عربي مبين عنوانه رفض التطبيع ورفض سياسة التوسع والغطرس ورفض الهيمنة وهو ما يتفق عليه كل العراقيين حتى لو اختلفوا في القضايا الثانوية.
إنه العراق يا مجلس الأمن ..العراق وكفى .