عبد الرسول الاسدي

لم تات الزيارة المكوكية التي قام بها رئيس الوزراء العراقي الاستاذ محمد شياع السوداني الى انقرة ولقاءه برئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان من فراغ ولا هي جزء من تكتيك بروتوكولي بل ربما جاءت في احرج الاوقات والظروف التي تمر بها المنطقة والتي يحتاج فيها الجميع ومنهم العراق الى ايجاد ارضية مشتركة للتعامل مع كل الشواغل والاشكالات والمستجدات برؤى موضوعية تستند الى المصلحة المشتركة لجميع الجيران في مواجهة عدو واحد.
فما بين العراق وتركيا سلسلة من الملفات والاتفاقات التي تم توقيعها او التفاهم عليها ابان زيارة اردوغان الى بغداد في نيسان الماضي بالاضافة الى الكم الكبير من المستجدات التي تعصف بالمنطقة والتي تستلزم تظافر الجهود لعبور الازمة وتجاوزها باقل الخسائر لشعوبنا وبالاخص الشعبين العربيين الفلسطيني واللبناني.
توحيد المواقف ازاء التطورات الخطيرة، وما تمثله من تحدٍ، وحث الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية والأممية على دعم الجهود والمساعي الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتسهيل عمليات الإغاثة وإيصال المساعدات إلى المنكوبين جراء العدوان، وإطلاق جهود الإعمار، وحماية الوجود الفلسطيني على أرضه التاريخية بالاضافة الى العدوان على لبنان والتوجه السعودي للدعوة الى قمة اسلامية عربية تستضيفها ، كل هذه المتغيرات تتطلب ارضية مشتركة بمواقف ورؤى شفافة بين العراق وجيرانه وبالاخص تركيا التي تربطنا معها علاقات تاريخية ومصالح متبادلة مشتركة .
فالعراق هو الشريك التجاري الثالث لانقرة بعد كل من ايطاليا والولايات المتحدة ويبلغ اجمالي الواردات العراقية من تركيا 14 مليار دولارا علاوة على الاتفاقات الموقعة بين الطرفين بخصوص المياه والاتفاقات الامنية وقضايا مختلفة وجدت طريقها الى مزيد من الدعم والتفعيل في هذه الزيارة القصيرة التي حملت في طياتها الكثير والتي يراها مراقبون بداية لمواقف اكثر تطورا ونضجا على صعيدي السياسة والامن والخارجية وغيرها .
نعتقد ان تعضيد علاقات العراق بجيرانه خاصة وانه يلعب دور الوسيط في الكثير من الخلافات سيكون لها دورها واثرها المستقبلي الذي ينعكس ايجابا على دور البلاد وتاثيرها على الصعيد الخارجي فضلا عن مردودها الايجابي داخليا.