عبد الرسول الاسدي

لم تكن مشاركة الوفد العراقي في القمة الإسلامية العربية بالرياض بروتوكولية أو شكليه وهو ما عودتنا عليه حكومتنا الأصيلة صاحبة المواقف الثابتة في نصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين ولبنان ، لهذا السبب غابت عن الكلمة التي القاها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تلك المفردات الخالية من التأثير بل كان لحضوره ممثلا لدولة العراق ذلك الأثر الواضح فعلا وسلوكا ومنهجا . فقبل كل شيء حافظ العراق على موقفه الثابت بعدم الإعتراف بكيان الإحتلال والإستيطان والإستيلاء والتهجير والقتل لهذا السبب فكل مفردة جاءت على لسان رئيس الوزراء مثلما هو منهج الدولة العراقية والضمير الشعبي ، تسمي الأشياء بمسمياتها فالكيان هو مجرد ( كيان صهيوني ) وليس دولة وهذا يغلق الباب أمام أي لون من التطبيع أو محاولة جر العراق الى خانة اللاهثين وراء السراب الصهيوني وفتات الموائد الأمريكية الغربية .
ثانيا أن الموقف العراقي جاء ليضع النقاط على الحروف محملا العدو الصهيوني كل ما جري ويجري اليوم عبر سلسلة من الفضائع التي أرتكبت على مدار عقود من الزمن لأن النظر الى السابع من أكتوبر بإعتباره جزئية تاريخية هو مغالطة كبرى لأنه رد فعل مقاوم على يد شعب إحتمل فوق طاقته مالايحتمل فكان لابد من إنتفاضة أبطال يصنع أمجادها أولئك الغيارى الذين وثبوا في العاشر من أكتوبر . وطبعا لم يأت العراق ليعيد السردية ذاتها بل تحدث عن أطروحة جديدة تقوم على إنشاء صندوق إسلامي عربي لإعادة إعمار غزة ولبنان، وهو طرح جريء أثبتت الوقائع ان العراق هو أول من ( يفزع ) لأشقائه وعلى أتم الإستعداد ليكون أول المبادرين للإعمار سواء التأم الشمل بالموافقة على المقترح أو لا .
وبرأيي أن هذه الخطوة أذكى من أن تكون مجرد أطروحة مالية ، لأن الغرب والولايات المتحدة ومن يدعم الكيان الصهيوني الغاصب يسعون لجعل ملف الإعمار ورقة تفاوضية للضغط على شعب غزة الأعزل والشعب اللبناني على حد سواء لأن سكان البلدين يعانيان ظروفا صعبة منذ أعوام عدة .لهذا السبب ففكرة إنشاء الصندوق تعني الوثوق بأن اليوم التالي للحرب هو إنتصار عربي إسلامي لشعبين مقاومين وليس تخل أو إذلال أو سماح للمحتلين المعتدين أن يفرضوا الشروط أو يساوموا الأبطال حين تتوقف لغة الرصاص .
في المجمل كان الحضور العراقي لافتا للإنتباه معززا لمعاني الوحدة وداعما لروح القضية وليس مجردا إياها من محتواها صادقا في نهجه ودعمه لها وباذلا كل ما يستطيع لتحقيق الإنتصار .