د. سامي المطيري

إن غالبية الدول تمتلك استراتيجية خاصة بها في صنع أهداف سياستها الخارجية و في جزء منها أدوات تحقيق تلك الأهداف..وهنا تأتي الدبلوماسية الفاعلة بكل جوانبها في عالمنا اليوم لتحقيق العديد من الأهداف لاسيما الأهداف الوطنية العليا التي تمس جوهر المصلحة العليا للبلاد تلك الأهداف التي ترتبط بجوانب اقتصادية لها دور مؤثر لأن الاقتصاد هو شريان الحياة..ولأنه يعتبر واحد من الحقول العلمية التي يتم استخدامها وتوظيفها في شتى المجالات وميادين الحياة المختلفة وعلى مستوى كل من الموارد وهذا يساعد على تحقيق وتوفير المعلومات والمعرفة اللازمة
واليوم نتحدث عن جانب مهم وهو تأسيس مجلس تنسيقي اقتصادي متكامل بين جمهورية العراق والمملكة العربية السعودية الشقيقة…وهذا الأمر الذي عمله عليه الجانبين لغرض تحقيق المصالح المشتركة ويعزز النسيج الاجتماعي والتاريخي للبلدين..وتجسيدا للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثماريّة المتينة بين البلدين والذي وافق عليه البلدين الشقيقين المهمين
والذي يعزز فرص التبادل التجاري والتعاون المشترك للارتقاء بالعلاقات بين البلدين ويعكس رغبة المملكة الجادة وحرصها على فتح جميع مجالات التعاون مع العراق بما يخدم مصالح الطرفين الشقيقين وبخطوات ثابتة في مجالات مختلفة منها اقتصادية وتجارية واستثمارية ضمن مسيرة التعاون في إطار الشراكة الاستراتيجية وهناك جهود مبذولة من أجل تعزيزها وتطويرها بما يخدم التطلعات المشتركة للجانبين ومتابعة تنفيذ خطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها…
والجدير بالذكر أنه تجمع المملكة العربية السعودية والعراق علاقات تاريخيّة ودينيّة واجتماعية واقتصادية وهذا يدعو للتفاؤل واستثمار الإرث الثقافي والحضاري والدينيّ والسياسي بين البلدين الشقيقين والمهمين في المنطقة
ما وتجسده هذا بإبرام العديد من الاتفاقيات من خلال العديد من الاجتماعات والمؤتمرات المتخصصة ومن بينها التشديد على أهمية توسيع آفاق التعاون الثنائي وتحقق هذا بنتائج إيجابية وملموسة في الزيارات المتبادلة بين المعنيين
وصفها مسؤولوا البلدين بالتاريخية وتفتح آفاقاً واسعةً للتنمية المستدامة بكل أبعادها وتفاصيلها على أساس التطلعات والأهداف المشتركة للجانبين..
وهذا جاء برعاية واهتمام بالغ لجلالة الملك وولي عهده بشكل خاص والحكومة السعودية بشكل عام ودولة رئيس الوزراء العراقي..وشهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة العربية السعودية والعراق عقب تأسيس المجلس تعاوناً كبيراً أسهمت في زيادة التبادل التجاري والاستثماري وتوفير فرص استثمارية في كافة المجالات وفي مقدمتها المجالات التجارية والصناعية والزراعية والصناعية وعمل مجلس التنسيق السعودي العراقي على إزالة جميع العقبات وتشجع على الاستثمار وخلق هذا الجانب على ارتياح كبير في الشارع العراقي لرغبتهم الكبيرة في الحضور السعودي بين أهلهم العراقيين..وتعمل جميع الجهات الحكومية في المملكة على تكثيف جهودها من أجل تزايد معدلات الحراك الاقتصادي وتعزيز الشراكات في جميع المجالات التنموية واستغلال الفرص التجارية والاستثماريّة المتاحة ورفع مستوى هذا الجانب فيما بيّنهما…
وتجسد هذا الأمر الرغبة السعودية في الاستفادة من المقومات والإمكانيات المختلفة تجسيداً لرؤية المملكة الجديدة..
والجدير بالذكر أن المملكة والعراق استضافوا العديد من المؤتمرات والاجتماعات بين أصحاب الشأن اتفقوا على خطط وبرامج وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لكي تكون قادرة على تلبية احتياجات البلدين لهذا الجانب وتحويل التفاهمات والاتفاقيات الموقعة بين الدولتين إلى مشاريع عمل على أرض الواقع والتي من الممكن بسهولة أن تكون محوراً سياسيا واقتصاديا وثقافيا وبمرتكز في المنطقة ويؤسس لنظام إقليمي متكامل ومستقر ويكون دعامة من دعامات الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.. وينطلق من مبدأ التعاون والشراكة بين الدول عبر التركيز على القوة المشتركة بين البلدين الشقيقين وايضا لمعرفته بما تمثله المملكة العربية السعودية من وزن سياسي وروحي في العالم الإسلامي…
إن المملكة والعراق يعملان بخطى وثيقة على استمرار الزخم في العلاقات الثنائية وتعميق الروابط المشتركة بينهما والتنسيق والتعاون والإيمان المطلق للمملكة بترسيخ سياستها الملتزمة والصادقة باستقرار العراق كوّنها تؤمن بأن أي خلل في العلاقات العراقية العربية ستكون له آثار سلبية على الخليج العربي بأكمله وسيدفع نحو إضعاف الوضع السياسي العراقي ما يعني زيادة نفوذ الأعمال الإجرامية للخلايا الارهابية التي تهدد أمن البلدين.. وهذا تجسد بأحاديث الملك سلمان وولي عهده والذي أشاد بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ودعم المملكة للجهود التي يبذلها الطرفين الرامية إلى تحقيق الاستدامة في النمو والازدهار في البلدين والشعبين..
إنها مرحلةً مهمة للبلدين خلال السنوات الماضية من تأسيس هذا المجلس والذي بدأ بخطوات واضحة ومفرحة تجاوزت فيها العديد من المطبات وبناء الثقة في كل المجالات ..
واخيراً نقول إن هناك جهوداً كبيرة تبذل بين الطرفين لتهيئة الأجواء المناسبة عززتها سفارة المملكة العربية السعودية في بغداد بشخص سفيرها الذي يتابع بجهد حثيث مع الجهات الرسمية العراقية لتسهيل إجراءات الزيارات للمملكة فضلاً عن متابعة الخطوات التي يتم اتخاذها من قبل الجهات المختصة لمقررات المجلس التنسيقي خلال النتائج التي يتم الاتفاق عليها في بغداد كما عملت السفارة أيضا في تسهيل الاجراءات اللازمة لزيارة الوفود المعنية إلى المملكة من خلال تأشيرات الدخول وهذا بالتأكيد جاء بتوجيه السلطات الرسمية في المملكة العربية السعودية الشقيقة وبالمقابل إن هناك جهدا كبيرا يبذل من قبل سفارة جمهورية العراق في المملكة وبنفس الروحية والفريق الواحدة تحية كبيرة لكل العاملين والمنسقين بين البلدين الشقيقين لهذا الدور الريادي الذي يبذل لإنجاح عمل هذا المجلس الرصين