عبدالرسول الأسدي
في الشعر قد يقال أحيانا ان أعذبه أكذبه، لكن هذه الكذبة في الإعلام قد تتسبب بتدمير مجتمعات وإشعال حروب وتمزيق أمم ولعل مانعانيه اليوم من إرباك ونحن نعيش في منطقة تشتعل على وقع العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا ، يعود في جزء كبير منه الى الإعلام وتاثيراته .
الستراتيجية الأمريكية قائمة على الكذب والتظليل الإعلامي لشن حروبها على الإسلام وهو ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 14 كانون الثاني عام 2005 والذي يتحدث عن تقرير كشفته صحيفة النيويورك تايمز عن ستراتيجية تتبعها الادارة الأمريكية تقوم على ( زرع قصص إخبارية مزيفة .. واختلاق وثائق مزورة، إضافة إلى إنشاء مواقع باللغة العربية على شبكة الإنترنت من أجل تقويض تأثير المساجد والمدارس الدينية، التي تقدم مواعظ معادية للثقافة الأمريكية)
وطبعا يقصد بالثقافة الأمريكية ثقافة الهيمنة والسيطرة وتسيير الشعوب والأمم وتسخيرها لمصلحة الهيمنة الاميركية وهو ما نعانيه اليوم من تظليل وتشويه كبيرين بقصد تحقيق الهزيمة للعرب والمسلمين .
ستراتيجية الهيمنة على الشعوب من باب الإعلام شخصها نعوم شومسكي وحذر منها وبين ابعادها بشكل جلي وهو ابن البيئة الاميركية ، لكنه من الطراز المهني الموضوعي الذي يشير ال خطر الأكاذيب الصهيونية الأمريكية بشكل جلي وواضح.
قبل يومين اندلعت اعمال عدائية واسعة ضد المسلمين والمهاجرين في بريطانيا بسبب كذبة تقول (ان مسلما مهاجرا هاجم اطفالا بريطانيين بسكين) لقد كانت هناك حادثة من هذا النوع لكن من ارتكبها شاب بريطاني ليس مسلما ولا مهاجرا لكن الإعلام الصهيوني يخوض حروبه ضد المسلمين في كل مكان يحرك عليهم الراي العام ويحاول قلب الطاولة وتغيير مسارات الأحداث ليظهر المجتمع الاسرائيلي بانه الحمل الوديع رغم كل جرائمه البشعة التي ترتكب جهارا نهارا.
الحرب التي تعيشها الأمة كلها هي حرب يشعلها الإعلام وينتصر فيها من يملك اعلاما قويا يستطيع التأثير في الرأي العام وتوجيهه بالشكل المطلوب أو من يمتلك وعيا يجعله قادرا على التمييز بين الصح والخطأ .