عبدالرسول الاسدي
يعيدنا الحديث عن حملة التشجير الواسعة التي تشهدها البلاد في هذا الشهر انتصارا للزراعة والخضرة العراقية والتي تزامنت مع التدهور البيئي الكبير الناتج عن التلوث في الهواء الى سؤال مهم عن واقع النخيل في البلاد وهل يمكن للعراق ان يعود الى الواجهة سيدا لنخيل العالم .؟
فالنخلة ترتبط بحضارتنا وارثنا الثقافي بشكل متجذر جعل منها تاج الاشجار العراقية بلا منازع ، فحتى ستينيات القرن الماضي كان العراق يصدر اكثر من ثلثي التمور في العالم محتلا المرتبة الاولى في اعداد النخيل التي كانت تصل الى 33 مليونا تتربع فيها البصرة على العرش بما يقرب من 13 مليونا.
لكن هذا الواقع تدهور بسبب الحروب والحصار والجفاف ليصل عدد نخيل البصرة الى اقل من مليوني نخلة وهكذا في بقية المحافظات وليحصل التراجع الكبير في اعداد النخيل في البلاد الى اقل من 9 ملايين في عام 2003 اغلبها غير منتج او ذو نوعيات رديئة مهملة .
دولا اخرى حققت قفزات نوعية متسارعة في مضمار اكثار النخيل بالافادة من التقنيات الحديثة للزراعة النسيجية لتتصدر القائمة، التي تراجع فيها العراق الى المركز التاسع بين مصدري التمور في العالم.
المشاريع النهضوية التي قامت بها وزارة الزراعة ومشاريع العتبات المقدسة والوعي الذي انتشر بين المزارعين العراقيين باهمية النخيل ساهم كثيرا في تحقيق تقدم نوعي في اعداد النخيل المحلي ونوعيته وجودة انتاجه وبدا العراق يدخل من جديد كمنافس قوي لغيره في مجال الانتاج والتصدير .
البرنامج الطموح الذي اعتمدته وزارة الزراعة في اعتماد الاكثار النسيجي واعادة احياء بساتين النخيل المتضررة سوف يحدث طفرة نوعية متميزة في قطاع النخلة لنكون عند عتبة الثلاثين مليون نخلة في الاعوام المقبلة ونتنافس على الصدارة ان استمرت الخطط المرسومة في هذا المضمار بالتقدم الى الامام كما ونوعا .
تستحق النخلة في العراق الاهتمام الكبير فهي صديقة البيئة القاسية في بلادنا وشريكة انهارنا وذكرياتنا ومنها تعلمنا الصبر والشموخ والخيلاء وهي رمز وطني تستحق ان تكون الشعار الوطني للبلاد لمنافعها الكثيرة ويكفي انها كانت خير معين للاسرة العراقية في اعوام الحصار المرير ونتامل ان يكون القادم افضل.