عبد الرسول الاسدي
لعل مما يثلج الصدر أن نعيش فترة هي الأكثر هدوء في تاريخ عراق ما بعد 2003 والتي لم نعد نسمع فيها جلبة المشكلات السياسية ولا إحتباس الأنفاس بسبب تفاقم الأزمات وهو ما يحسب لحكومة السوداني وأداءه الهادئ بعيدا عن الضجيج والتصادم ولغة التصعيد .
وإذا كان للسلطة التشريعية والرقابية في البلاد ممثلة بمجلس النواب أثرها ودورها المهم في البلاد فإن أي تقارب بينها وبين الحكومة سيمثل بالتأكيد حالة تكاملية تنضج المشروع الوطني وتعود بالنفع على الطرفين لأن الهدوء يعني العمل بوعي وتعقل وموضوعية . ولهذا السبب فان الحراك الناضج والمسؤول الذي أنتج سلسلة من اللقاءات على كافة المستويات السياسية والحزبية لرئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني يعكس الرغبة العارمة في أن يبدأ من القمة ومن حيث إنتهى سلفه في رئاسة المجلس.
سلسلة اللقاءات التي أجراها المشهداني مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورؤساء القوى السياسية المهمة في البلاد يشي أنه يتهيأ لأن ينطلق من القمة ويخرج بمحصلة مهمة تتقارب فيها وجهات النظر وتتوحد الإرادات في ان يكون مشروع بناء البلاد في المرحلة القادمة قائما على البناء والعمران والنهوض وليس التقهقر والتراجع والانكفاء وان المحصلة الوطنية ستكون هي المشروع الواعد الذي ينهل منه الجميع ويستقون ما يقوي ويعضد مواقفهم حيال المشاريع والقرارات والأفكار .
اليوم لايبدو أن العراق مجرد هامش عرضي في سلسلة الأحداث التي تعصف في الشرق الأوسط ان لم يكن حجر الزاوية في الكثير منها ولهذا يعول عليه كثيرا في أن يصبح قطبا إقتصاديا وأمنيا ومرتكزا لصناعة قرار موحد حيال التحديات التي تعصف بالأمة وهو مالايتحقق الا بقرار وطني ناضج بعيد عن التناحر والإشكالات مع إفراز مساحة محترمة للاختلافات الطبيعية في وجهات النظر .
التعاون بين البرلمان والحكومة هو ما سيبدأ به الدكتور المشهداني رحلته صوب تفعيل دور المجلس النيابي رقابيا وتشريعيا ولهذا نعتقد أن القادم سيكون محملا بالكثير من الرؤى الإيجابية والاجواء المثمرة التي تنعكس على كل أوجه الحياة وبما يصب في مصلحة أبناء الوطن من أقصى الشمال الى أبعد نقطة في الجنوب .