عبدالرسول زيارة الاسدي
جمعتني الصدفة مع مراسلة لمجلة بريطانية جائت للعراق لإجراء بعض المقابلات والقصص لحساب مجلتها وصحيفة أخرى ، وفي حديث ذي شجون كما يقال لفت إنتباهي الإهتمام الكبير بالعراق ومآثره الحضارية والتراثية والأثرية بل والمنجز العراقي ككل في عيون العالم . قالت الصحفية أنها من جنوب إنكلترا وبالتحديد من الأرياف ثم أشارت لي بعربية ممزوجة بالإنكليزية ( يعني من بيئة مثل بيئة جنوب العراق الطيبة) ، كانت قد زارت الناصرية بصحبة الأب بابا فرنسيس وشاهدت مدينة أور الأثرية وتجولت في مناطق الأهوارية وتحمل في ذاكرتها سجلا ذهبيا مشرقا عن طيبة العراقيين بشكل عام والجنوبيين الذين إلتقت بهم وتنقلت بصحبتهم وكانوا غاية في الطيبة . حدثتني بالإستعانة بمترجمة عن أهمية آثار العراق في عيون العالم بإعتبار أننا أصحاب الحضارة الأقدم عالميا ، ثم عرجت على أشياء حديثة قائلة أن الشباب العراقي الطموح يملك ميزات مشرقة للتميز . كان الكابتن فريد لفتة احد أولئك الشباب الذين نجحوا في تمثيل العراق ورفع إسمه عاليا في فعاليات وصفت بالمغامرة أو التحدي حاصدا الأرقام القياسية .صار العالم يعرف أن العراقي لا يفتخر بتأريخه المشرق أو آثاره التي عفى على حضاراتها المشرقة الدهر وترادفت عليها الأزمنة . فالعراقيون أصحاب غيرة على واقعهم وعلى منجزهم وليس في هذا إنتقاص من الآخرين لكن الكثير يشير اليوم الى أن للعراقيين تلقائية وحضورا وشجاعة وبصمة إبداع واضحة . يوم كنا نتمشى في عمان قبل بضعة أعوام إستغربت أن أحد الأشقاء الأردنيين كان مغرما برياض أحمد وسعدون جابر بل وكان مواضبا على مشاهدة برنامج العلم للجميع يوم كان يدرس في بغداد . قد تطول قائمة النقاط المضيئة في واقعنا بل النماذج المشرقة التي تستحق الإعتزاز والفخر لكن في المجمل يكفي أن نقول أن كل عراقي يحمل في قلبه حبا عارما للوطن بحجم الذي كان يحمله فريد لفته وهو يرفع علمنا على أعلى قمة في العالم أو وهو يطير به في سماوات المجازفة والحلم .